#1
|
||||||
|
||||||
تحفظوا من ألسنتكم
تحفظوا من ألسنتكم فإنها خطيرة، قد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الصحيح لما سأله معاذ رضي الله عنه عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار ذكر له أعمال جليلة وفي نهاية الحديث قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أدلك على ملاك ذلك كله ، يعني عما يحفظ ذلك لك، قال: بلا يا رسول الله، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال: احفظ عليك هذا ، فقال معاذ رضي الله عنه: وإنا لمؤاخذون ما نتكلم به يا رسول الله، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم . تساهلوا الناس في الكلام ويظنون أنه يذهب مع الرياح، والله جل وعلا يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، عن يمينه ملك يكتب الحسنات وعن شماله يكتب السيئات، ولا يضيع منها شيء فعلى المسلم أن يحفظ لسانه وأن يتحفظ من كلامه فإن كثير من الناس لا تعمر مجالسهم إلا بالقيل والقال، والكلام المحرم من غيبة ونميمة وأيضا من تناول الناس والكلام فيهم خصوصا أهل العلم وولاة الأمور يتناولونهم بالكلام في مجالسهم ويعتبرون ذلك فاكهة يتفكهون بها ولا يبالون بما ينتج عن ذلك، اجتمع نفرا في إحدى الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، اجتمعوا فقالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، يعني يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنا وأجبن عند اللقاء، فذهب بعض الحاضرين الغيورين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد الوحي قد سبقه ونزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بيان ما قالوه في مجلسهم فلما علموا أنه قد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك جاؤوا يعتذرون إليه وقد رحل صلى الله عليه وسلم وركب ناقته جعلوا يتعلقون بالناقة يعتذرون ولا يزيد الرسول صلى الله عليه وسلم على تلاوة الآية، لا يزيد على ما نزل في هؤلاء (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)، يقولون يا رسول الله حديث الركب نقطع به عن الطريق، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) ،نسأل الله العافية، كان رجل من بني اسرائيل من الصالحين الغيورين وكان يرى أخًا له يفعل شيئا من المعاصي فكان ينهاه عن ذلك ثم تكرر هذا وهو ينهاه عن ذلك ثم أخذته الغيرة والغضب على أخيه فقال: والله لا يغفر الله لفلان، قال الله جل وعلا: من ذا الذي يتألى علي – أي يحلف علي – أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك ، انظروا لما تجرأ على الله وحلف على الله ألا يغفر لهذا المذنب فالله جل وعلا أنكر عليه ذلك وتوعده، الله غفور رحيم ولا يقنط من رحمة الله وهذا يقنط من رحمة الله بل يحلف على ذلك وفي ذلك من اساءة الأدب مع الله ومن القنوط من رحمة الله ما لا يخفى فكانت عاقبته أن الله أحبط عمله قال أبو هريرة رضي الله عنه: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ، وفي الحديث: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في النار أبعد من ما بين المشرق والمغرب كلمة واحدة فكيف بكلمات نسأل الله العافية آفات اللسان خطيرة وأشدها الشرك بالله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ)، فمن دعا غير الله من دعا غير الله أو دعا إلى الشرك بالله فإن الله لا يغفر له (وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)، أما في الدنيا فإن الله يحبط عمله ويبطل أعماله الصالحة بالشرك ويحل دمه وماله، فالكلام خطير يا عباد الله وكذلك من آفات اللسان القول على الله بغير علم الذي صار أسهل على الناس الآن أن يفتوا أن الله حرم هذا أو أحل هذا من غير علم ويخوضون في هذا والقول على الله بغير علم فوق الشرك بدليل الآية الكريمة (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، يجب على الإنسان أن يحفظ لسانه من الكلام في مسائل العلم إلا بدليل من الكتاب والسنة ولحاجة تدعوا إلى هذا، ومن آفات اللسان الغيبة والنميمة الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره في غيبته قال الله سبحانه وتعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، بين النبي صلى الله عليه وسلم ما هي الغيبة قال: ذكرك أخاك بما يكره ، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#2
|
||||||
|
||||||
رد: تحفظوا من ألسنتكم
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ |
#3
|
|||||
|
|||||
رد: تحفظوا من ألسنتكم
بارك الله فيك أخي الكريم
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع gouaich |
#4
|
|||||
|
|||||
رد: تحفظوا من ألسنتكم
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع اسلا م محمد |
#5
|
||||||
|
||||||
رد: تحفظوا من ألسنتكم
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع waleedaboyasmen |
#6
|
|||||||
|
|||||||
رد: تحفظوا من ألسنتكم
بارك الله فيك اخي علي الموضوع
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع nadjm |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ألسنتكم, من, تحفظوا |
أدوات الموضوع | |
|
|