#1
|
||||||
|
||||||
الموت
إننا نسمع كل يوم بالموت ونسمع كل يوم بوفاة قريب لنا أو جار، ومع ذلك فإننا لا نعتبر من كثرة الأموات، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)[آل عمران: 185]. إنها الحقيقة الكبرى كل حي سيفنى، وكل جديد سيبلى، ما هي إلا لحظة واحدة في مثل غمضة العين أو لمحة البصر تخرج فيها الروح إلى بارئها، فإذا بالعبد في عداد الأموات، ذهب العمر يا أسير الشهوات والمعاصي والآثام، وتقصير في أداء الصلوات، وبقية الأوامر التي أمر بها الشارع الكريم. وفي غفلة مع أمور الدنيا ونفاجأ باتصال هاتفي أو رسالة أو غير ذلك بأن فلانا قد مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته؛ إنها موت الفجأة تكثر في آخر الزمن، يقول صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا (أي كبيرا) فيقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن تظهر موت الفجأة"(رواه الطبراني وحسنه الألباني). فعجبا لنا كيف نتجرأ على الله وأرواحنا بيده؟! روي "أن ملك الموت دخل على داود -عليه السلام- فقال داود: من أنت؟ فقال: أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فاذًا، أنت ملك الموت، قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعد بعد، قال: يا دواد أين فلان قريبك، وأين فلان جارك؟ قال: ماتوا، قال: أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد للموت؟!". إلى الله نشكو قسوة قد عمت، وغفلة قد طمت، وأياما قد طويت أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات، كم قريب دفناه؟ وكم حبيب ودعناه؟ ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا لنغرق في ملذاتها، بل ربما ترى بعض المشيعين يضحكون ويمزح بعضهم على بعض أيام العزاء لا يأخذون من مجلس العزاء والمقبرة عبرة وعظة، وكان عثمان بن عفان -رضى الله عنه- يبكي عند القبر حتى تبتل لحيته، ويقول: "إن رسول الله -صلى الله على وسلم- يقول: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعد أيسر منه، وإن لم ينج فما بعده أشد منه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت منظر قط إلا والقبر أفظع منه"(رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني). وقد قيل: "من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط في العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل عن العبادة". واعلموا أن تذكر الموت لا يعني كثرة الحزن وطول البكاء مع الاستمرار في التقصير في أوامر الدين، بل تذكر الموت يعني الاهتمام بتوحيد الله، وعدم الاشراك به، والاهتمام بالصلوات جماعه مع المسلمين، والاهتمام بحقوق الناس، وارجاع الحقوق إلى أصحابها، وأن تكون جاهزا للموت في أي وقت يفاجئك، ولا نكن كالذين قالوا بعد الموت: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون: 99-100]. نسأل الله أن يجعلنا من المعتبرين من الموت، وأن يصلح أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ولا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا . رحمة الله عليك يا أخى
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#2
|
||||||
|
||||||
رد: الموت
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع waleedaboyasmen |
#3
|
||||||
|
||||||
رد: الموت
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#4
|
||||||
|
||||||
رد: الموت
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ |
#5
|
||||||
|
||||||
رد: الموت
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الموت |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : الموت | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تقنية تحرير جيني لعلاج مرض قلبي يسبب الموت المفاجئ | nadjm | الصحة والطب | 3 | 2023/04/25 11:56 PM |