آخر 6 مواضيع |
|
|
القسم الاسلامى العام ( General Islamic Forum ) |
#1
|
||||||
|
||||||
خصومة بلغت حد الفجور
كم من خصومة بلغت حد الفجور، وقعت بين الزوج وزوجته، والأخ وأخيه، والجار وجاره، والمدير وموظفيه، تحولت إلى فجور، فهُدمت أسر، وقطعت أرحام، وفقدت الثقة، وتعطل الإنتاج، واختفى الحق، وظهر الظلم، وكثر الجدال. وكم من خصومة واختلاف بسبب آراء، أو وجهات نظر، أو موقف سياسي، بين أبناء الوطن الواحد، تحولت إلى أحقاد وضغائن، وكيد ومكر، من هذا وذاك، عصفت بالأوطان، وهدت من قواها، وسفكت الدماء، وذهب الأمن، وحل الخوف، وتعطل العمل والبناء والإنتاج. وكم من خصومة بلغت حد الفجور تحولت إلى قطيعة وهجران، ليس لأيام، بل لسنوات طوال بين الزملاء والأصدقاء، والأهل والجيران، عن أبي أيوب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" [البخاري ومسلم]. ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئًا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا" [رواه مسلم]. ونتج عن هذه الخصومات تحول العلاقات بين الناس إلى سب وشتم، وغيبة ونميمة، وبهتان واستغلال للفرص والأحداث، إلى جانب عدم ترك فرصة، أو طريق للصلح، وحل النزاع والخلاف، وهذه ليست من صفات المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: "أَربعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقاً، وإنْ كَانَتْ خَصلةٌ مِنهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا خَاصم فَجَر، وإذا عَاهَد غَدَرَ" [البُخاريُّ ]. إن سنة الله تقتضي أن تحدث بين الناس خصومات في هذه الدنيا بسبب أهوائهم ورغباتهم، ومشاكلهم ومعاملاتهم، لكن من غير المقبول شرعًا أن يتجاوز الفرد في خصومته الحق والعدل؛ فأنا مختلف مع أخي، وخاصمني في قضية ما، لكن هذا لا يجعلني أكذب عليه، أو أظلمه، أو أقول عليه ما ليس فيه، وإن كان له الحق تنازلت واعتذرت دون كبر أو عجب أو فجور في الخصومة، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) [البقرة: 204]. وقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أبغضَ الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِمُ" [البخاري]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ"[صحيح الجامع]. وقال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) [الأنعام]. الفاجر في الخصومة هو من يعلم أن الحق ليس معه فيجادل بالباطل؛ يسبق لسانه عقله، وطيشه حلمه، وظلمه عدله، لسانه بذيء، وقلبه دنيء، يتلذذ بالتهم والتطاول، والخروج عن المقصود. والفاجر في الخصومة قلبه مليء بالحقد والحسد، وسوء الظن بمن حوله، ويحرم صاحبه راحة البال إلى جانب أنه صفة من صفات المنافقين، وبسببه ينال مقت الله وغضبه وسخطه في الدنيا قبل الآخرة، عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: شكا نفر أهل الكوفة سعد بن أبي قاص -رضي الله عنه- وكان واليًا عليهم، إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فعزله واستعمل عليهم عمارًا، حتى أنهم شكوا أن سعدًا -رضي الله عنه- لا يحسن الصلاة، وهذا من الفجور في الخصومة، فأرسل عمر لجنة تقصي الحقائق، فلم تدع مسجدًا إلا سألت عنه، ويثنون معروفًا على سعد، حتى دخل أحد المساجد، فقام رجل منهم، يقال له: أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذا نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياءً وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن، قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد سنوات قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن، وكان إذا سُئل يقول: "شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد" [والقصة في البخاري ومسلم]. وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال -وهي عصارة أهل النار-؛ حتى يخرج مما قال" [صحيح الجامع، ]. إنه لا بأس أن يدافع المرء عن حقوقه المشروعة بطريقة مشروعة، واضعًا نصب عينيه العدالة مع الخصم، حتى لا يفقد توازنه، ويخرج عن الأدب الشرعي الذي أمره الله به، هذا شيخ الإسلام ابن تيمية كم لقي من خصومه من البغض والتحريش والعداء، حتى سجن بسببهم وبسبب وشايتهم به إلى السلطان أكثر من مرة، وكان أشدهم عليه القاضي ابن مخلوف، فلما مات ابن مخلوف جاء ابن القيم، وكان تلميذًا لابن تيمية، ينقل إليه خبر موت ابن مخلوف، وكأنه ينقل إليه بشرى سارة، فغضب ابن تيمية، وقال: دلوني على بيته، فذهب إلى السوق واشترى أصناف الطعام واللباس، وذهب إلى أولاد ابن مخلوف، فعزاهم، وطيب بخاطرهم، وقال لهم: إن احتجتم إلى شيء فاطلبوه مني، فقال أولاد ابن مخلوف: والله ما كنا نظن أن ابن تيمية كان صديقًا لأبينا. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#2
|
||||||
|
||||||
رد: خصومة بلغت حد الفجور
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع waleedaboyasmen |
#3
|
||||||
|
||||||
رد: خصومة بلغت حد الفجور
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#4
|
||||||
|
||||||
رد: خصومة بلغت حد الفجور
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ |
#5
|
||||||
|
||||||
رد: خصومة بلغت حد الفجور
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفجور, بلغت, جى, خصومة |
|
|