#1
|
||||||
|
||||||
حافظوا على الطاعات
حافظوا على الطاعات، اجعلوا لكم حظاً من الصيام المستحب، وحظاً من القيام قيام الليل ولو كان قليلاً، اجعلوا لكم حظاً من الصدقات، اجعلوا لكم حظاً من الأعمال الصالحة في كل مجال، فإن الله سبحانه وتعالى قد مكنكم من ذلك وأمدكم ولن تطول المدة، ولن يطول الإمهال فإن الحياة محدودة والأيام معدودة، والموت قريب، والآخرة قادمة فكونوا على استعداد دائماً وأبدا، وداوموا على طاعة الله عز وجل، وابتعدوا عن معصية الله، نعم قدم يحصل من المسلم تقصير أو غفلة، أو يحصل من المسلم خطاء؛ لكن الله برحمته وفضله فتح بابه للتأبين ودعاكم للتوبة، ووعدكم أن يستجيب لكم لعلمه سبحانه أن الإنسان محل للخطاء ومحل للتقصير فالله تفضل عليه بالتوبة ودعاه إليها، ووعده أن يستجيب له إذا تاب إليه، وعده أن يستجيب له إذا دعاه، وعده أن يقرب منه إذا تقرب إليه، فالله جل وعلا مع المتقين ومع المؤمنين في كل زمان وفي كل مكان: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) معيةً خاصة بالإعانة والتوفيق والهداية والتسديد فهو مع عباده المؤمنين خاصة كما أنه مع الناس عامة للإحاطة بهم وإحصاء أعمالهم خيراً أو شراً، فدائماً راقبوا الله سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم: الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ فأنت تعبد الله على المشاهدة هذا إذا قوي الإيمان أو المراقبة إذا ضعف الإيمان، راقب الله سبحانه وتعالى واعلم أنه يراك أينما كانت: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)، لا تخفون عليه، فاستحيوا من الله عز وجل غاية الحياء، وتوبوا إليه عما قريب إذا حصل منكم خطأ: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً* وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً). فاتقوا الله، عباد الله، وداوموا على فعل الطاعات وترك المحرمات، واعلموا أن أيامكم معدودة وأن آجالكم مقدرة فلا تذهب عليكم حسرات وتكون عليكم حسرةً يوم القيامة، إذا بلغت الروح الحلقوم حينئذ يحال بين المسلم وبين التوبة ولا تقبل منه توبة لأن وقت التوبة انتهى، إنما كانت التوبة يوم أن كان الإنسان متمكناً من العمل فإذا انتهى عمله فإنه لا تقبل توبته عند الموت، تصوروا الموت في كل لحظة لأن أحدا لا يدري في أي لحظة يموت فهو متوقع أن يموت على فرشه، أن يموت على سيارته، أن يموت على طعامه، أن يموت في أي مكان: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)، فالموت إذا جاء لن يرد والتوبة إذا كانت عند الموت لن تقبل. فتصور هذا يا عباد الله دائماً وأبدا حال السلف الصالح أنهم يجتهدون دائماً وأبدا لا يفرطون في شيء من أوقاتهم قال بعضهم: أدركت أقواما لا يزيد دخول شهر رمضان في اجتهادهم شيئاً ولا ينقص خروجه من اجتهادهم شيئا، فهم مجتهدون في الطاعة في كل حياتهم فهم دائماً مع الله، أما من يجتهد في وقت ثم يقطع إذا خرج هذا الوقت أو انتهى فهذا يقطع الله مدده، قد لا يتقبل منه ما عمله، التوبة المؤقتة لا تقبل إنما تقبل التوبة المستديمة المستمرة، من شروط قبول التوبة العزم أن لا يعود إلى الذنوب، سئل بعض الصالحين عن أقوام يجتهدون في شهر رمضان فإذا انتهى شهر رمضان عادوا إلى ما كانوا عليهم من الإضاعة والتفريط فقال: بأس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا نكن من هؤلاء أيها الأخوة. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمان، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع محمود الاسكندرانى |
#2
|
||||||
|
||||||
رد: حافظوا على الطاعات
جزاك الله كل خير أخى الكريم
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطاعات, حافظوا, على |
|
|