عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022/10/01, 10:40 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
♥ ♥ ♥ نـائـــب المـــــديـر الـعــــــام ♥ ♥ ♥
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول  
تاريخ التسجيل: Jan 2021
المشاركات: 621
افتراضي حفظ النفس من الضرورات


الضرورات 764648558.gif
الضرورات 13844341312.png
إن مما حثَّ عليه الشرع وأكَّد عليه: حفظ النفس، بل جعله من الضرورات الخمس، وذلك بالنهي عن كل ما يضرّ النفس أو يُهلكها، ودعا إلى كل ما يحفظها، وينمّيها، والضرورات الخمس تُعرَف بالكليات الخمس، وهي: الدِّين، والعقل، والنسل، والمال، والنفس.
الضرورات 13844341312.png
ومقصود الشرع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم، وأن يحفظ عليهم أنفسهم، وأن يحفظ عليهم عقولهم، وأن يحفظ عليهم نَسْلهم، وأن يحفظ عليهم أموالهم. فكلّ ما يتضمّن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكلّ ما يفوّت هذه الأصول الخمسة فهو مفسدة.
الضرورات 13844341312.png
قال الإمام الشاطبي -رحمه الله-: "اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وُضِعَتْ للمحافظة على هذه الضرورات الخمس، وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل".
الضرورات 13844341312.png
وحفظ الدين أولها، وأكبر الكليات الخمس وأرقاها؛ لأن الغاية التي خُلِقَ الخلق لها هو هذا، قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]، وضياعه ضياع بقية المقاصد، وخراب الدنيا بأَسْرها، وقد شبَّه الله حال الأمم التي خلت من الدين الصحيح بالأموات، وشبَّه الدين بالحياة للأمم، قال -تعالى-: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 122].
الضرورات 13844341312.png
لذا فقد شرع الله من الوسائل ما يُتمّم به حِفْظ الدين، ومن ذلك: تعلُّمه، والعمل به، والدعوة إليه، والحكم به، والجهاد من أجله، ورَدّ ما يخالفه، والصبر على الأذى في سبيل تحقيق ذلك.
الضرورات 13844341312.png
ويكون حفظ الدين بفعل كلّ ما من شأنه تثبيت الدين، وتقويته، كالقيام بأصول العبادات: الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج، أركان الإسلام الخمسة، ثم بالدعوة إليه. ثم يأتي بعد حفظ الدين في المرتبة الثانية حِفْظ النفس، وهو ما نحن بصدد الحديث عنه، فالشريعة حرَّمت العدوان على النفس: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمًا)[النساء: 93].
الضرورات 13844341312.png
فقتل النفس جريمة بشعة وعظيمة الجرم عند الله، حتى حكم على القاتل بالخلود في نار جهنم، والعياذ بالله. وجاءت الأحاديث الكثيرة التي تنص على شناعة القتل وعظيم جرمه؛ وذلك للتنفير من هذه الفعلة النكراء، وجعل حدّ القاتل في الدنيا القتل، حتى يرتدع الناس، فتكون للناس حياة بذلك، فنقتل القاتل، لتحيا الأمة (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة:179].
الضرورات 13844341312.png
لقد تهاون البعض في القتل، فأصبحت الدماء تُرَاق بأدنى سبب، كنعرات قبلية، أو عِرْقية، أو هوشات تافهة، ثم تخطئ العاقلة بجمع الدية عن القاتل وتكون بعشرات الملايين، مما جعل البعض يتساهل في القتل؛ لأن عاقلته سيجمعون له ما يعتق رقبته، فاجتمعت عدة أخطاء، التهاون بالقتل، ثم المغالاة في الدية، وكأن أولياء الدم يبيعون حق المقتول ليتنعموا به، ثم تجمع الناس عن طريق المباهاة، والقبلية، والمناشدات، لجمع تلك الملايين.
الضرورات 13844341312.png
والغريب أن الناس يسارعون في الدفع، وإخوانهم المرضى والمشرّدون في كل مكان لا يجدون من يساعدهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فالأولى بأولياء المقتول أن يعفوا عن القاتل إن كان أهلاً للعفو، أو يقبلوا الدية التي فرضها الله في كتابه، أو يقتصوا منه بقتله.
الضرورات 13844341312.png
اللهم فقِّهنا في الدين، واحفظ علينا ديننا، وأستغفر الله لي ولكم...
الضرورات 13844341312.png
التوقيع
رد مع اقتباس