عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023/09/08, 04:04 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
♥ ♥ ♥ نـائـــب المـــــديـر الـعــــــام ♥ ♥ ♥
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول  
تاريخ التسجيل: Jan 2021
المشاركات: 622
166530055141681 الأمن من ضرورات الحياة


764648558.gif
13844341312.png
تعلمون أن الأمن من ضرورات الحياة، ولا تقوم المجتمعات إلا إذا توفر الأمن، والأمن ضد الخوف، ولهذا لما دعا إبراهيم الخليل لأهل مكة بدأ بالأمن فقال: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فإبراهيم الخليل عليه السلام لما جاء بإسماعيل وأمه إلى مكة ووضعهما عند مكان البيت ثم اتجه إلى الشام راجعا قالت له أم إسماعيل: كيف تتركنا في هذا الوادي وتذهب؟ الذي ليس فيه ماء وليس فيه شيء وهو لا يتلفت إليها، ثم قالت: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذا لا يضيعنا، ثم إنه عليه الصلاة والسلام لما توارى عنهم حيث لا يبصرونه توجه إلى البيت أو إلى مكان البيت فدعا بهذا الدعاء: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) فبدأ بطلب الأمن قبل طلب الرزق لأن الرزق لا يهنأ به ولا يتلذذ به مع الخوف؛ بل لابد من توفر الأمن فهو ضروري من ضرورات الحياة تأمن به العباد والبلاد والسبل والبراري والبحار فهو نعمة من الله سبحانه، وأما لما طلب الرزق قال: (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ) خص المؤمنين بذلك، قال الله جل وعلا: (وَمَنْ كَفَرَ) يعني: فأنا أرزق المؤمنين والكفار، فالله يرزق عباده سبحانه وتعالى ولا يضيعهم: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ) يعني: يرزقه، (فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) في هذه الدنيا وأرزقه كما أرزق المؤمنين، (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)، فالمؤمن يكون آمناً في الدنيا وفي الآخرة، فالمؤمن يكون مرزوقا في الدنيا وفي الآخرة تكفل الله برزقه، وكذلك الكافر يرزقه الله جل وعلا في الدنيا وفي الآخرة يجعل مصيره إلى النار: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
4867.imgcache.gif
فالأمن من ضرورات الحياة وأي مكان أو بلد لا يتوفر فيه الأمن فإنها لا تهنأ فيه الحياة ولا يهنأ فيه الرزق فهو من أكبر نعم الله على عباده، ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول لأهل مكة: (لإِيلافِ قُرَيْشٍ* إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ* فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، منَّ عليهم سبحانه وتعالى بإطعامهم من الجوع وتأمينهم من الخوف، فالرزق والأمن مقترنان دائما وأبدا، ممن يذكرنا بأن الأمن من أكبر نعم الله علينا وأنتم تسمعون أو تنظرون ما يحصل في البلاد القريبة المجاورة من الحروب والدمار سلط الله بعضهم على بعض وذلك بإحاء وإملاء من الكفار الذين يحشرون بينهم ويثيرون بعضهم على بعض حتى تتدمر البلاد وتهلك العباد ونحن نعيش - ولله الحمد - في هذه البلاد في أمن وارث، ورزق واسع، فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) هذا من شكر الله (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
4867.imgcache.gif
فمن أكبر النعم توفر الأمن توفر الرزق للعباد وكلا الأمرين متوفر لدينا - ولله الحمد -، فيجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى وأن نعتبر بما يجري حولنا مما تعلمونه من التشريد والقتل، تخريب الديار، تقطيع الأمن.
4867.imgcache.gif
فعلينا أن لا نأمن أن يصل هذا إلينا إذا لم نشكر الله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه وعد أن يوفر الأمن والرزق لمن آمن به وتوكل عليه وعبده حق عبادته فقال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ).
4867.imgcache.gif
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
13844341312.png

التوقيع
رد مع اقتباس